Archive for 23 ديسمبر, 2009

فهد سالم العلي الصباح / بلدي الدستور

ديسمبر 23, 2009

| بقلم: فهد سالم العلي الصباح |

في العام 1986 م كانت الأحاديث السائدة آنذاك تدور حول عزم الحكومة على تعليق الدستور بعد تدني مستوى الحوار السياسي ووصول التعامل الحكومي مع مجلس الامة الى طريق مسدود، وكان ذلك هو الشغل الشاغل للكويتيين بشكل عام.
لقد استدعيت مع عدد من أبناء الأسرة آنذاك إلى لقاءات تم فيها إقناعنا بأهمية تعليق الدستور لان ذلك يخدم الكويت ويؤدي إلى تطوير التنمية الشاملة في البلاد بعد ان اصبحت في اواخر ركب الدول المجاورة، ولأننا كنا مجموعة من الشباب المتحمسين لخدمة بلدهم فقد اقتنعنا بهذه التبريرات، حيث كنا حلقة الوصل مع فئات المجتمع الكويتي لما لنا من امتداد سياسي واجتماعي وعليه بدأنا في التحرك للتخفيف من حالة الرفض الشعبي لهذه الخطوة وذلك بهدف ضمان المصلحة العليا للكويت. ودخلنا في نقاشات ومحاورات بعضها ساخن لاقناع العديد من الفعاليات العائلية والقبلية والاجتماعية لم تخل بعضها من زعل وقطيعة ومازلت اذكر الكلمات التي وجهت لي اثناءها والتي اثبتت الامور لاحقا صدقها.
وحين تم تعليق الدستور بدأنا ننتظر تحقيق الإنجازات التي وعدونا بها فلم يتحقق شيء منها وانتظرنا وانتظرنا وانتظرنا لكن بلا جدوى، رغم وجود رجالات الدولة آنذاك ورغم وجود الشباب المتحمس من الأسرة لخدمة بلده وذلك حسب اعتقادنا بالاضافة للجهاز الاداري الممتاز للدولة مقارنة بالحالي الى ان وقعت الواقعة في 1990م (الغزو العراقي الغاشم) وخسرت الكويت وشعبها الكثير.
ندمت على موقفي واقتنعت بان الدستور والتطبيق الصحيح له هو ضمان للكويت.
رحمك الله يا أبا ثامر وأسكنك فسيح جناته.
هذا السيناريو يتم تكراره اليوم ولكن بطريقة اكثر تخبطا حيث يتم الحديث عن إجراء حكومي مشابه لما اتخذ في 1986، فإذا تم هذا السيناريو الذي يدفع به البعض اليوم في الوضع الإداري الحالي وفي ظل افتقاد الحماس الشبابي السابق المؤيد لهذه الخطوة من أبناء الأسرة وفي الفساد المستشري المدعوم عائليا.
هل سيقف امام هذا السيناريو الشارع الكويتي والمؤمنون بالدستور من الاسرة؟
هل سيؤدي الى انكشاف التبريرات نفسها التي قيلت لنا في العام 1986م؟
وهل سيؤدي ذلك الى انتهاء ما تبقى من إنجازات ومقومات للدولة وللاسرة ؟
أملنا بولي الامر عندما صرح (انني اعشق الديموقراطية وأحبها)
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

جريدة الرأي

العدد 11095 – 16/11/2009

فهد سالم العلي الصباح / رسالة إلى الوالد

ديسمبر 23, 2009

فهد سالم العلي الصباح  /  رسالة إلى الوالد

| بقلم فهد سالم العلي الصباح |

اسمح لي يا والدي ان اذكركم باللقاء الذي تشرفت فيه بالمثول بين ايديكم, واوضحت لكم خلاله وجهة نظري ازاء صندوق المعسرين واجراءاته العقيمة وما يتداول بشأنه والتي ادت الى ظهور مشكلات قانونية واجتماعية تمس شريحة كبيرة وبخاصة اصحاب الدخل المحدود.
ونقلت لكم استياء المواطنين الكويتيين بسبب اجراءات هذا الصندوق الذي ربطته الحكومة بولي الأمر، لذا فإن أي خلل في عمل الصندوق سوف ينعكس سلباً على العائلة وسمعتها, ولقد رفضتم هذا الطرح واكدتم ان الصندوق ليس فيه عيوب او خلل حسب تأكيدات المسؤولين عنه وطلبتم مني امثلة على صحة كلامي, وقدمتها لكم بكل وضوح وذلك من باب الامانة الوطنية, والولاء الكامل لكم كوالد وللوطن العزيز وللشعب الكويتي الكريم.
انني اريد من هذا الكلام ان اؤكد على ان نقل الواقع الشعبي لكم يجب ان يتم بالصدق والامانة والحرص على مصلحة البلد والمواطن, لا ان تكون الصورة معكوسة ويتم النقل بطريقه مشوهة مبنية على التزلف والنفاق والانتهازية كما هو حاصل لدى الكثيرين وللاسف الشديد, حيث يحرصون على ارضائك من خلال تزيين الصورة امامك واظهار الامور على غير حقيقتها ظنأ منهم ان ذلك يسعدكم ومن ثم ترضى عنهم وترتاح بالتعامل معهم, فيحظون بالمناصب والعطايا والامتيازات, على حساب المسؤولية الوطنية ومصلحة الشعب، وبالمقابل فإن من ينقل الصورة الواقعية يعد من المكروهين ويتعرض الى الاقصاء وتغلق الابواب في وجهه.
ومن المحزن ان سياسة الاقصاء اصبحت امراً واقعاً واصبح العقاب الفوري لكل من يشعر بآلام الوطن والمواطنين ويتحسس معاناته ويسعى لنقل الصورة الى الكبار كي يتم تدارك الامر ووضع الحلول المناسبة التي تنقذ البلاد, ليجد ان الابواب بدأت توصد امامه ولا يجد اذناً صاغية بل تبدأ عملية ابعاده وتهميشه, رغم ان العمل الجماعي هو الحل الامثل لنقل الكويت من الوضع الحالي حيث التفكك والخلافات والتخبط, الى السكة الصحيحة التي يسير عليها قطار التطور والتنمية والازدهار إن شاء الله.
والدي العزيز، لقد باتت سياسة الاقصاء محرقة لكل المخلصين الذين يخافون على مصلحة الكويت ومستقبلها والغيورين على الاسرة وابنائها, واخشى ما اخشاه ان تستمر هذه الظاهرة في الاستفحال حتى تتفكك الاسرة بالكامل وتفقد اركان قوتها وتصبح عندئذ هدفاً سهلاً جدأ للحاقدين والطامعين والمتربصين شراً بالكويت.
وللتذكير لدينا تجارب سابقة وخاصة خلال الغزو وبعد التحرير عندما تم اقصاء بعض رجال الاسرة لمدد زمنية متفاوتة وظهرت نتيجتها الفشل, وهذا يؤكد بأن الفشل هو النتيجة الحتمية للاقصاء طال الزمن ام قصر.
اعيد التذكير بأن المساس بالدستور ستكون له عواقب وخيمة ولذلك اخمدوا الفتنة قبل استفحالها.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه

 جريدة الرأي
العدد 11130 – 21/12/2009