الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا ومكافحة الفساد

 مكافحة الفساد  البرازيل

 

03-11-2010

 

 

 الانتخابات البرازيلية التي تمت بنزاهة تامة وبمراقبة المئات من منظمات المجتمع المدني من أنحاء العالم والتي فازت فيها مرشحة حزب العمال ( Dalma russeff ) بنسبة 56 %  وبذلك يترك الرئيس البرازيلي منصبه في ألأول من يناير 2011 والذي يتمتع بصحة جيدة فهو اصغر سنا من طاغيتنا ولم يترك الرئاسة ترفا ولا ترفعا ولا بسبب كره الشعب له بل بالعكس هو محبوب من الغالبية العظمي ولو سمح له بالترشيح مرة ثالثة لفاز بالأغلبية ولكن الدستور البرازيلي لا يسمح للرئيس بأكثر من فترتين رئاسيتين وهناك احترام تام للدستور ولكن في بلد الطاغية يستعمل الدستور كورق الكلينكس !!

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا عند استلامه للحكم عام 2002 كان ألاقتصاد البرازيلي علي حافة الهاوية ولم تستطيع البرازيل أن تدفع أقساط ديونها الخارجية وكاد أن يصل لحافة ألإفلاس  فوضع برنامج لمكافحة الفقر والجوع وأهتم بصناعة السيارات التي وفرت فرص عمل كثيرة وفي عام 2006 تم انتخابه مرة ثانية وأخيرة حسب الدستور وفي عهده أصبحت البرازيل قوة اقتصادية لا يستهان بها ولم يعاير شعبه بكثرة المواليد عدد السكان 200 مليون وبالعمل والجهد زاد دخل الفرد إلي 11 ألف دولار في العام،  وأصبحت البرازيل من اكبر مصدري المنتجات الزراعية خاصة اللحوم بالرغم من ارتفاع سعرها التي عليها طلب كبير في أوروبا نظرا لاعتمادها علي المراعي الطبيعية

 

========

 

مكافحة الفساد في البرازيل 

 

صحيفة “الباييس” الاسبانية

26/9/2011

بقلم: أندريس أوبنهايمر

ترجمة أميمة محمد منصور

 

بينما كنت أنتظر في ميامي وصول طائرتي المتجهة إلي البرازيل منذ أيام قرأت مقالاً في إحدي الصحف البرازيلية يندد بأن وزير السياحة مازال يستخدم دون وجه حق ـ موظفاً حكوميًا كسائق خاص لزوجته، وفي الوقت الذي وصلت فيه إلى برازيليا وبعد مرور سبع ساعات، كانت قد تمت إقالة الوزير، ويتساءل الكاتب من هو وما الفرق بين هذا وبين ما يحدث في دول أمريكا اللاتينية الآخري؟، لقد كانت هذه هي المرة الخامسة التي قامت فيها الرئيسة “ديلما روسيف” بإقالة وزير، وذلك منذ توليها مهام منصبها في شهر يناير الماضي، وقد اعترف جميعهم تقريباً تحت الضغط بعد التحقيقات بارتكاب جرائم الفساد المفترضة.

ونحن لا نتحدث عن تغيير مسار ملايين الدولارات من أموال الحكومة إلي حسابات خاصة في الخارج التى كثيراً ما تقوم وسائل الإعلام غير الرسمية في الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور وفنزويلا بكشفها، وعلي العكس في البرازيل نجد أن “روسيف” تتمتع بقليل من الصبر في التعامل مع كل نوع من أعمال الفساد، وفي وقت سابق كانت “روسيف” قد قامت بإقالة “أنطونيو بالوتشي” رئيس وزرائها وكذلك “واجنر روسي”، وزير الزراعة السابق والفريدو ناسمنتو وزير النقل السابق وذلك بسبب اتهامهم بالفساد.

وفي الوقت الحالي تسهم حملة التطهير التي تقودها “روسيف” في الحفاظ علي الارتفاع النسبي لشعبيتها- 49 %- وهو ما أثار الشكوك بأنه قد أحدث نوعاً من التصدع في العلاقات بينها وبين الرئيس السابق “لويس اجناسيو لولا داسيلفا”.

وقد كان العديد من الوزراء المخلوعين يعملون لحساب “لولا”، وبالرغم من أن “لولا” مازال يحظي بشعبية كبيرة وقد أشيع أنه يرغب في ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية عام 2014، إلا أن الكثيرين بدءوا في التساؤل: لماذا لم يتصرف الرئيس السابق بنفس الحزم عندما ظهرت فضائح الفساد.

والشيء المثير للاهتمام هو أن “روسيف” تتصرف بناءً علي اتهامات وسائل الإعلام وبينما اعتادت حكومات أخري علي اتهام وسائل الإعلام المستقلة بأن لديها دوافع سياسية وغير وطنية، وذلك عندما تقوم بنشر تقارير عن حالات الفساد الحكومي، نجد أن “روسيف” تأخذ التقارير الصحفية ذات المصداقية علي محمل الجد وتعمل وفقاً لها.

وفي الإكوادور، علي العكس نجد أن الرئيس “رافائيل كورييا” شن حملة علي وسائل الإعلام المستقلة بعد أن نشرت تقارير بأن شقيقه “فابريسيو كورييا” قد قام بتوقيع عقود مع حكومته بحوالي أكثر من 300 مليون دولار، وحتي بعد أن أكد شقيقه علي وجود هذه العقود، قام الرئيس بالدعوة الي استفتاء قومي من أجل السيطرة علي وسائل الإعلام واتهامهم بالقيام “باختطاف” الرأي العام بأساليب “إجرامية” .

وفي الأرجنتين، يعتبر خبر اليوم هو اختلاس جزء من 160 مليون دولار التي سلمتها حكومة “كريستينا فرناديث كيرشنر” لما يسمي بجماعة حقوق الإنسان “أمهات ميدان مايو” من أجل عمل خطة لتشييد المساكن، ولكن يبدو أن الحكومة أكثر حرصاً علي اتهام وسائل الإعلام التي نشرت تقارير عن هذا الموضوع أكثر من حرصها علي التحقيق في إذا ما كان موظفو الحكومة قد قاموا بارتكاب هذه الجريمة أم لا.

وفي “فنزويلا” كشفت الصحافة المستقلة التي يتم الضغط عليها بشكل مستمر عن أن حكومة “هوجو شافيز” قامت بتحويل مسار المليارات من الدولارات، ولكن كان رد فعل الرئيس هو اتهام وسائل الإعلام غير الرسمية بأنها “عميلة للمخابرات الأمريكية”، ومن ذلك يمكن أن نستنتج أنه من الممكن إثبات أن العالم كله بريء بينما لا يمكن إثبات إدانته في محاكمة عادلة وأن روسيف تعمل علي سرعة إقالة وزرائها عندما لا يستطيعون تقديم تفسيرات مقنعة بشأن الاتهامات الصحفية بارتكاب جرائم فساد، ولكن هذا يعد أفضل مما يحدث في العديد من الدول المجاورة التي يقوم فيها الرؤساء بالتغاضي عن الفساد، ويساعدون علي خلق ثقافة فحواها أن كل شيء مباح، فبدلاً من اتهام وسائل الإعلام يتعين علي أولئك الرؤساء أن يحذو حذو “روسيف” ويقوموا بإقالة كبار المسئولين الذين لا يستحقون ثقة المجتمع.

 

أضف تعليق