سحب جائزة العويس من سعدي يوسف لوصفه الشيخ زايد بالشيخ السخيف
أعلن مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية سحب الجائزة الممنوحة للشاعر العراقي سعدي يوسف عام 1990 بعد نشره مقالا بعنوان “رحيل أحد الحالمين بنخل العراق” في أحد المواقع الالكترونية والمتضمن إساءة الى رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهذا نصه:
منذ انطلاقتها في العام 1987، أكدت جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية على حزمة من المبادئ الخاصة بعملها وبأهدافها وبجائزتها وكرست هذه المبادئ عبر السنوات الماضية بإرساء العمل المؤسسي وبآليات منح الجائزة، وتأتي على رأس هذه الحزمة استقلالية الجائزة ونزاهة منحها وحياديتها التامة·
وذلك تحقيقا للهدف الأساسي من إنشائها وهو تكريم المبدعين العرب في كل حقول المعرفة والثقافة بعيدا عن مواقفهم السياسية وانتماءاتهم الدينية والقطرية، آخذة في الاعتبار قوة الإبداع وأهميته وإضافته الحقيقية في مجرى الثقافة العربية·
وعلى هذا النسق منحت الجائزة لجان التحكيم مطلق الحرية في اختيار الفائزين من دون أدنى تدخل في عملهم واختياراتهم النهائية، وأرست لذلك نظاما داخليا محكما ومستقلا للتحكيم تمنح الحكم حرية الاختيار وتعينه على قراره الذي لم يحكمه سوى إبداع المبدع وأهمية هذا الإبداع وجدارة استحقاقه للفوز في كل دورة من دوراتها·
وعلى هدى هذه السياسة وهذه المبادئ فاز بالجائزة من الأدباء والمفكرين العرب ممن استحقها من كل الأطياف السياسية والفكرية، ذلك لأن الفائزين إنما اختيروا لإبداعهم وليس لما يؤمنون به من معتقدات أو لما يتخذونه من مواقف سياسية·
وكان لسياسة التسامح وإعلان شأن الحرية للدور المتوازن في العلاقات العربية والدولية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – باني وحدتنا ومؤسس دولتنا الحديثة، الأثر العميق الذي مكن جائزتنا الوليدة ومؤسساتنا الثقافية “مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية” من أن تلعب دورها الثقافي المرجو بكل حيادية ونزاهة ومنحها المناخ الملائم ولغيرها من المؤسسات الثقافية الأهلية لكي تنمو وتتطور بعيدا عن التدخل الحكومي والإشراف الرسمي·
وتأكيدا لكل ما سبق فإن جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، التي منحت في العام 1990 للشاعر العراقي “سعدي يوسف” تكريما وتقديرا لريادته الشعرية ولدوره الإبداعي المتميز في النهوض بمستوى القصيدة العربية المعاصرة بعيدا عن أفكاره السياسية ومواقفه الفكرية، نأسف أشد الأسف لما بدر من الشاعر مؤخرا من إساءة بليغة وبلغة منحطة لرمز من رموزنا الوطنية والقومية ولشخصية أجمعت عليها الأمم والشعوب بوصفها من رواد الوحدة العربية·
ومن دعاة التضامن العربي والعاملين من أجله بلا كلل ومن الذين عملوا من أجل السلام العالمي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وذلك عبر مقال منشور في أحد مواقع شبكة الإنترنت، ولإيضاح الحقيقة فإن المقال المذكور لا يدخل ضمن الرأي الذي يمكن الاتفاق عليه كمقال نقدي قابل للحوار والاختلاف·
ولا في إطار التعبير الحر عن رأي الكاتب النزيه بل في إطار الإسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط إليه الشاعر فأثار غضب وحفيظة ومشاعر كل من اطلع عليه، كما أثار غضبنا وجرح مشاعرنا لتعرضه لمؤسس دولتنا وباني نهضتها وازدهارها بما لا يليق، وهو الرائد المؤسس الذي نعتز بدوره وبقيادته وبذكراه العطرة بيننا·
وقد سعت المؤسسة جاهزة للاتصال بالشاعر سعدي يوسف عبر الأصدقاء ومباشرة للتأكد من صحة نسب المقال المنسوب إليه، وقطعا للشكوك، لكي ينفي ما ورد على لسانه في هذا المقال·· أو ينكر علاقته به، وحتى لا نبني موقفا على ظنون، إلا أن الشاعر تمنع للأسف عن النفي الصريح والنكران الواضح للمقال واكتفى بعبارات مبهمة تؤكد نسبة المقال إليه أكثر مما تنفيه، وإزاء هذا الموقف الذي ندينه ونأسف له والذي وضع الشاعر “سعدي يوسف” نفسه فيه وارتضاه لنفسه·
فإن المؤسسة قررت سحب جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية من الشاعر “سعدي يوسف” واعتبار فوزه بالجائزة عام 1990 كأن لم يكن، وشطبه من سجل الفائزين بها·
وإذ تأسف مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لاتخاذ مثل هذا القرار المؤلم لنا، إلا أن الشاعر لم يترك فرصة أخرى لغير مثل هذا القرار الذي نعتبره حقا طبيعيا لمؤسستنا، إزاء تجاوز الشاعر لمفاهيم حرية التعبير وحق الاختلاف ولكل المفاهيم الأخلاقية في الحوار، كما أننا ونحن نعلن هذا القرار للساحة الثقافية العربية، لنؤكد لها استمرار العمل بالمفاهيم والأسس والمبادئ التي قامت عليها الجائزة· مبادئ النزاهة في المنح والحيادية في العطاء، وإعلاء شأن الإبداع وحده وأننا على ثقة تامة بأن الساحة الثقافية العربية بكل مفكريها ومثقفيها ومبدعيها، والتي خبرتها الأحداث بما تملكه من وعي ورشد ونضج تتفهم الإجراء في إطاره الصحيح، حفاظا على صورة الثقافة العربية في نقائها وإيجابياتها ودورها التنموي في بناء شخصية الإنسان العربي·
=========
مقال سعدي يوسف المنشور في “الحوار المتمدن” – العدد: 1007-4/11/2004
رحيل أحد الحالمين بنخل العراق
مع رحيل الشيخ زايد، ممول وحبيب الليبراليين العراقيين، والشيوعيين السابقين، والقوميين الأقحاح، وحاملي أختام السنة والشيعة، والأكراد، وعدنان الباججي (لا تنسوا الطفل المعجزة··!)·
أقول: مع رحيل هذا الشيخ السخيف، سوف نجد أيتاما لا يدرون ما يفعلون (أعني لا يعرفون ممن سيقبضون)، وهنالك الى جانب الطفل المعجزة، من أقنعوه بأن يشكل حزبا، ويصدر صحيفة (تافهة بمعايير الصحافة الحقيقية)، وأن يرشح نفسه، لأي شيء؟
هؤلاء أيضا، من أمثال من نعرفهم جميعا، سوف يحارون ممن سيقبضون والحق أن الشيخ السخيف الراحل (تغمده صيب من الصلوات!)، كان أغدق على من يسوى ولا يسوى (حسب التعبير الشعبي الدقيق)، أموالا أرى أن شعب الإمارات كان أحق بها من المحتالين الدوليين العراقيين الذين أقنعوه بتمويل اجتماع ملفق في لندن، لـ “المعارضة العراقية!” كي تقدم مقترحه السامي بتنحي صدام قبل يومين فقط من بدء الاجتياح الأمريكي، بينما هؤلاء المحتالون العراقيون الدوليون يعرفون جيدا بموعد الاجتياح·
الشيخ السخيف الراحل (هل سمع أحدكم أو رأى حِكَمه؟)، كان يأتمر بما يراه أسياده الذين نصبوه حارسا على آبار النفط·· قالوا له: نحن لا ندفع كل شيء، فادفع أنت أيضا··· الشيخ زايد، رحمه الله، ربما صدع بما أمر، فأعطى وأغدق·· لكنني أزعم أنه بحصافته الفطرية كان يعرف أنه يعطي، مرغما، قوما لا يستحقون حتى البصقة·
***
في إحدى زوراتي الإمارات، حرصت على أن أشهد يوميا “سوق التمر” هناك·
إنه أجمل سوق تمر شهدته في حياتي، لا نهاية لأصناف التمر، ولا نهاية لجودة هذه الأصناف ومصادرها··· أنا أعرف حرص البدوي على حلمه الأثير: أن يكون له نخل بالعراق، وأن يكون عند ماء: كجابية الشيخ العراقي تفهق··· هؤلاء المحتالون الدوليون العراقيون، صرفوا حلم الشيخ زايد، الطاهر، سُحتا حراما· فليظلوا ملعونين، الى أبد الآبدين·
منقول
اترك تعليقًا