الشك في نتائح انتخابات / طالبنا بالكشوفات التفصيلية لنتائج انتخابات المجلسين الاخيرين للأمة نواف الفزيع

نواف الفزيع يضم صوته للوسمي، ويطالب بنتائج الكشوفات التفصيلية لنتائج انتخابات المجلسين الاخيرين للأمة ؟!
7/6/2011

  الوطن 

دولة الكرامة

 
المحامي نواف سليمان الفزيع

 
نابليون مرة قال ان الشعور بالكرامة والاهانة لدى الشعوب شعوران لا يمكن محوهما عنهم.
ما ايقظ ثورات ربيع الياسمين في الوطن العربي بل حتى ثورات 91 التي اسقطت الانظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية لم يكن مجرد قضية دخل وبطالة وفساد وقمع واعتقالات سياسية فمعارضة كل هذه الاشياء ساهمت في تحريك الشعور الأكبر باهانة كرامة الشعوب.
كرامة الشعوب لا تقف عندما تكون في دخلك غنياً لفائض مالي ما حققته ادارتك بل نفط وجد في ارضك وسعر ارتفع في الخارج.
كرامة الشعوب لا تقف عند حد حرية ان تتكلم وان تقول ما تشاء فقد نقول ما نقوله وغيرنا يفعل ما يريده.
كرامة الشعوب تكون عندما لا تقع تحت احساس انها مستغلة لمصالح افراد وضعتهم ثقة وقناعة الشعوب في مكانة متقدمة من القيادة فهم اتوا لخدمة الناس وعندما يجعلون الناس في خدمتهم وخدمة مصالحهم تسقط الكرامة وتعلو المهانة في وجه تلك الشعوب.
عندما يأتينا احد ويقول انتم بخير فعلى ماذا تعترضون وعلى ماذا تحتجون؟ نقول نعم نحن بخير ونعمة بفضل من الله لكن من حقنا ان تكون لنا كلمة في هذا البلد.
لا تقولوا ديموقراطية فأحداث الازمة الاخيرة كشفت كيف ان الديموقراطية ومن يمثلها يباعون ويشترون في صراع الاقطاب.
لا تقولوا ديموقراطية، ونحن نضم صوتنا الى صوت الدكتور عبيد الوسمي فيما قاله في ندوة الذايدي الاخيرة بل قد بح صوتنا ونحن ننادي بما نادى به عندما طالبنا بالكشوفات التفصيلية لنتائج انتخابات المجلسين الاخيرين للأمة بل نضيف لكلام الدكتور اننا كنا قد طعنا على انتخابات 2006 وذهبنا للمحكمة الدستورية ورفضت الحكومة اطلاعنا على الكشوف الكاملة واكتفت بورقة موضوعة تحت زجاج طاولة في غرفة صغيرة بالمحكمة، طالبنا وطالبنا ولم يلتفت احد وعن اي ديموقراطية تتحدثون؟.
المعارضة اليوم وكما كشفتها اجندة الصراع الأخيرة منقسمة على قطبين فهل هي اليوم تعبير عن الارادة الشعبية؟.
الحكومات المتعاقبة مارست ولا تزال تمارس كل الاساليب المؤدية لديموقراطية غير حقيقية من غضها النظر عن الانتخابات الفرعية (ودعوا عنكم تمثيلية الهليكوبترات في الصباحية ابان الانتخابات الفرعية لعام 2006) الى غضها النظر عن شراء الاصوات حتى المال السياسي الذي استخدم في انجاح نواب مؤيدين للحكومة، الحكومة ضربت بالدستور عرض الحائط حينما تدخلت في التمثيل الشعبي للأمة وجعلته رهناً لها عبر نواب اشترتهم وأنجحتهم بما لها والذي هو بالأصل مال عام مملوك للشعب الكويتي فما عاد الاصل ان الشعب مصدر السلطات والسيادة للأمة بل صارت السيادة للحكومة وهي مصدر كل السلطات.
عندما فقدنا معارضة نظيفة وعشنا في فساد حكومي، عندما استغلت أموال الشعب للصراعات السياسية، وعندما جوفنا الديموقراطية وجعلناها صورية او شكلية بينما هي في حقيقتها في خدمة من هم على سدة القيادة إما اذعانا لصراع واما لصورة خارجية عندها نكون كلنا كشعب ضحية نصب واحتيال وضحية فقدان احساسنا بالكرامة الى احساسنا بالاهانة، لقد اهانتنا الحكومة يوم اهانت الدستور وجعلته حصان طروادة لاقتحام معقل رأي الشعب واوهمته ان له دوراً وكلمة وكيف ذلك والفساد يزداد والشعب رافض له؟ ظلم التجار والمتنفذين يزداد والشعب هو المظلوم، كرامتنا لا تشترى بالكوادر والزيادات، كرامتنا ليست بالمال، كرامتنا لا تكون موجودة لاننا لسنا في المعتقل، كرامتنا تكون عندما نكون احراراً في اختيار من يمثلنا وتكون الحكومة منصاعة لرغباتنا وتطلعاتنا ان نعيش في بلد يستحق افضل من هذا الفساد والتردي الذي نعيشه.
ميزانيات مليارية ذهب الجزء الأكبر منها هدراً في هدر فبينما تقر ميزانية بـ 18 ملياراً فقط 8 مليارات منها للرواتب والباقي مفترض ان يذهب لتطوير البلاد ولا تزال الحكومة تستقبل التبرعات لبناء المستشفيات ولا نعلم كما قلنا عشرات المرات مصير الجزء الأكبر من هذه الميزانيات، كرامتنا فقدنا يوم فقدنا حقنا في شفافية تحديد مصير أموالنا وعندما سمحت الحكومة بسلب اموالنا ولم تعاقب من سلبها، الكويت اليوم بخيراتها ليست حقا خالصا للتجار او للمتنفذين بل هي للشعب الكويتي كله والمطالبة بحقنا بأن نعيش بما هو يليق بخيرات هذا البلد وطاقاته البشرية ليس دلعاً وكل أموال الدنيا لو تعطى لنا ما تساوي لحظة غبن!.
لقد ابتلانا الله اليوم بمعارضة فاسدة وحكومات من الفساد، الشهيد الذي مات لأجل ان تعيش كرامتنا صار موته هدراً للاسف، ماتت كرامتنا ونحن من أمتناها عندما سلمنا أمرنا للطائفة والقبيلة والعشيرة والمذهب، ماتت كرامتنا عندما مثلنا الردي والنصاب، ماتت كرامتنا يوم سكتنا في 1991/2/26 وما بعده ولا عزاء لشهداء الكرامة شهداء الوطن.

المحامي نواف سليمان الفزيع 

أضف تعليق