أمريكا و الشيعة وهوليود/ حسين شبكشي

 

أمريكا و الشيعة وهوليود/ حسين شبكشي

—————–

..والآن دور الشيعة

حديث غريب ومثير للجدل ذلك الذي يدور في الأوساط الاكاديمية ومراكز الابحاث وفي وسائل الاعلام المختلفة، وحتى، كذلك، في البيت الأبيض نفسه بالولايات المتحدة الامريكية عن الشيعة. فجأة اكتشفت الادارة الامريكية «المذهب الشيعي» في الدين الاسلامي! من المعروف أن الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن، لم يكن يعلم بوجود مذهبين: سنى وشيعي في الدين الاسلامي، إلا بعد وصوله للبيت الابيض وفوزه في الانتخابات الرئاسية. كتاب «عودة الشيعة» للباحث نصر والي، وهو أمريكي من أصول ايرانية يعمل في مجلس العلاقات الخارجية، وهو أحد مراكز الابحاث الرصينة والمتوازنة، يلقى رواجا شديدا بين المعنيين في شؤون الشرق الأوسط، ويقرأه الرئيس الامريكي نفسه، وهناك أكثر من فيلم سينمائي انتجته هوليوود في الفترة الاخيرة، وكانت هذه الافلام تتناول في بعض اجزائها الدين الاسلامي، وعينت شركات الانتاج مستشارين دينيين مسلمين، وكانوا جميعا من المذهب الشيعي.

ومؤخرا افتتح في ولاية متشيجان الامريكية أكبر المساجد حجما واستيعابا، وهو تابع للمذهب الشيعي أيضا.

من هذه المظاهر يبدو أن هناك شهر عسل غير عادي بين الادارة الامريكية الآن وبين «الشيعة»، والذي يؤكد هذه المسألة هو التحالف الايجابي الحاصل الآن بين الشيعة الحاكمة في العراق وبين الادارة الامريكية، ولكن يبقى السؤال البديهي وهو كيف يمكن تفسير الهجمة العدائية الامريكية باتجاه ايران، وتصنيفها ضمن دول محور الشر وتسليط الحملة السياسية المكثفة ضدها لمنعها من مواصلة برنامجها النووي؟ أو كيف يمكن تفسير الموقف ضد «حزب الله» في لبنان وتصنيفه أنه حركة ارهابية ويجب التصدي لها (علما بأن إيران وحزب الله ينتميان بطبيعة الحال للمذهب الشيعي)؟ قد يكون هذا هو قلب التناقض نفسه وبعينه.

فالاعجاب التنظيري الحاصل الآن بالنسبة للشيعة في بعض أطراف الادارة الامريكية قد يكون إجابة «بديلة» للحركات السنية المتطرفة (بنظر الادارة الامريكية) كحماس والاخوان المسلمين وطبعا تنظيم القاعدة. الامريكان في تصنيفهم «الرومانسي» يعتقدون أن «الشيعة» ليست لديهم نفس الافكار أو الحركات الانتحارية أو الآراء المتطرفة.

واقع الأمر غير ذلك، بطبيعة الحال فالتطرف موجود وبألف خير في الفريقين السني والشيعي ومثال حرب العراق وإيران تؤكد هذه المقولة.فصدام حسين «السني» هو الذي بدأ الحرب ولكن الخميني «الشيعي» اعتبر إنهاء الحرب بمثابة كأس من السم يجب تجرعه، مع عدم اغفال وجود مجموعة انتحارية وفتاوى تكفير لدى الطرفين.

حالة الاهتمام الثقافي الجديد الحاصلة باتجاه الشيعة من قبل الادارة الامريكية سيعني أن المنطقة مقبلة على سلسلة من «التجارب» من بعض الباحثين في تلك الادارة، نتائجها ستكون غير حميدة، اذا ما تم الأخذ في الاعتبار والقياس ما انجزه من قبل فريق المحافظين الجدد برؤاه العقيمة.

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec…article=380250
 

أضف تعليق