إلى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي مقترحات كتب عبدالعزيز إبراهيم التركي

إلى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي

في البداية اود ان اهنئ معاليكم بهذه المسؤولية التي عادة ما تكون مثقلة بالمشاكل والهموم المتراكمة، وبما ان التعليم هو مسؤولية الجميع، فقد ارسلت كتابا لوزارتكم الموقرة (قبل تسلمكم لمهامها) بتاريخ 22 ـــ 2 ـــ 2006 يحتوي على عدة مقترحات لتطوير التعليم، مرفقا معه ثلاثة كتيبات عن استراتيجيا تطوير التعليم في دولة الكويت، التي حصلت عليها من د. عبدالله الغنيم وزير التربية السابق (قبل 10 سنوات) ورئيس مركز الدراسات والبحوث الكويتية حاليا.
هذا المشروع اعد من قبل المتخصصين، وقد تمت الموافقة عليه من قبل اللجان التابعة لمجلس الوزراء والمجلس الاعلى للتخطيط، ولكنه ظل في الادراج بسبب التغيرات التي طرأت على الوزارة، ولعدم متابعة الوزراء المتعاقبين لسيره، لانهم نادرا ما يبدأون من حيث انتهى الآخرون، بل يقومون بإلغاء كل الانجازات السابقة من دون اي اعتبار لعامل الوقت والجهد والتكلفة.
لذا ادعو معاليكم لكسر هذا الروتين والبدء من حيث انتهى الآخرون، فهناك الكثير من المقترحات البناءة في ادراج المسؤولين السابقين، التي ستساهم في دفع عجلة التعليم من خلال تطوير المعلم والطالب والمبنى والمنهج والادارة الواعية، بالاضافة الى تبني الوسائل العلمية الحديثة (التعليم التكنولوجي).
فلو قمنا بتقييم موضوعي للعملية التربوية في وقتنا الحاضر بالمقارنة مع ما قبل الغزو لوجدنا ان المعلم حاليا يتعامل مع مهنته كأي وظيفة عادية لا يغريه منها الا الراتب، وتجد الطالب غير مهتم الا باجتياز الاختبارات من دون فهم او جهد، والمباني مترهلة والفصول مزدحمة، والمناهج طاردة وغير جاذبة لا تلمس الواقع ولا تلبي احتياجات سوق العمل ولا تساهم في ايجاد جيل واع ومسؤول يحترم القانون ويتمسك بتراثه ودينه وقيمه.
وأما ادارة التعليم فقد كانت خاضعة لآراء واهواء السياسيين وضغوط النواب، مما ادى الى تضارب في القرارات والتصريحات وزيادة المخالفات المالية وانعدام الرؤية التربوية السليمة، ولكن منذ توليكم لهذه المسؤولية الثقيلة، التمسنا بصيصا من الامل في معالجة هذا الكم المتراكم والمتداخل من المشاكل لأنكم اكثر الناس دراية بمشاكل التعليم، ومن الكفاءات التي استطاعت البدء بتغيير الوضع التربوي والتعليمي واعطاء نوع من الاستقلالية للقرار. فمن هذا المنطلق نود ان نقدم بعض المقترحات التي تساهم في تحسين قطاع التعليم في الكويت:
1 ـــ تقييم وتطبيق استراتيجيا التعليم المصادق عليها من قبل مجلس الوزراء قبل أكثر من 10 سنوات.
2 ـــ تطبيق معايير الجودة الادارية والتعليمية التي اساسها الدعم المطلق من الادارة العليا مع اعتماد تطبيقات الحكومة الالكترونية لتبسيط الاجراءات وازالة الروتين.
3 ـــ استخدام الوسائل التعليمية الحديثة لتوصيل المعلومة بشكل سريع وسلس للطلبة (التعليم الالكتروني).
4 ـــ تقييم مستوى التعليم العالي وتنظيمه بين الجامعة والبعثات والتطبيقي والجامعات الخاصة والملاحق الثقافية في سفارات دولة الكويت بالخارج لتلبية حاجة السوق واحداث نوع من التوازن بين التخصصات المطلوبة والحاجة للشهادات العليا في تطوير بيئة العمل بدلا من الترقيات الشخصية.
5 ـــ دراسة امكانية تحويل معهد الابحاث الى جامعة تطبيقية تقوم بتدريس النخبة من الطلبة المتفوقين واشراكهم في الابحاث والمشاريع التي يقوم بها المعهد.
6 ـــ تطوير المناهج واعتماد نظام واسلوب الفقه المقارن ليتعرف الطلبة على مختلف النظريات والآراء في شتى العلوم التطبيقية والانسانية، واضافة التوعية القانونية في جميع مراحل التعليم.
7 ـــ تجديد الدماء في المناصب القيادية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع فصل المناصب الادارية عن التربوية، واشراك اكبر شريحة ممكنة من التربويين في عملية اتخاذ القرار.
8 ـــ تطوير المعلم وتدريبه بشكل مستمر، وجلب الكفاءات من المعلمين من مختلف الدول العربية والاجنبية مع وضع شروط وضوابط، مثل اجراء اختبار مستوى لكل المعلمين بصفة دورية.
9 ـــ اقامة المؤتمرات وورش العمل المتخصصة، والاستعانة بالخبرات العالمية، واجراء الاستطلاعات، واشراك القطاع الخاص بشكل اكبر في العملية التربوية والاستفادة من تجاربه في التعليم الخاص.
10 ـــ اعطاء الحوافز للتخصصات النادرة والاعمال الممتازة، وتفعيل دور الرقابة الداخلية، وتقييم الاداء.
11 ـــ الاستعانة بمركز البحوث والدراسات الكويتية لتقييم منهج التربية الوطنية لتعريف الاجيال القادمة بتراثهم الاصيل الذي قام المركز ولا زال بتوثيقه وحفظه.
معالي الوزيرة، ان المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة وتتطلب جهدا مضاعفا وتركيزا اكثر على تطوير المناهج والمعلم حتى تصل المعلومة للمتلقي بشكل صحيح. اما من جانبنا فلن نبخل بأي جهد لانجاح مهمتكم السامية، فسيروا على خطة استراتيجية واضحة المعالم ومبنية على استطلاعات رأي لكل القطاعات والشرائح المتخصصة، مع الاستفادة من تجربة الرعيل الاول من التربويين الذين وضعوا اللبنة الاولى للتعليم النظامي في الكويت من خلال تأسيسهم للمدرسة المباركية في بداية القرن العشرين على الرغم من الامكانات البسيطة آنذاك مقارنة مع الميزانية الحالية للوزارة.
نقطة وطنية: هناك العديد من الكفاءات التي ساهمت في تطوير العملية التربوية بعيدا عن الاضواء، واجرت العديد من الدراسات والاستطلاعات لتقييم نظام التعليم. اذكر منها المديرة الحالية لثانوية عواطف العذبي في منطقة جابر العلي. فهل نستفيد من هذه الخبرات والمؤهلات لتقويم نظامنا التعليمي؟

د. عبدالعزيز إبراهيم التركي

http://tinyurl.com/5gwgdo

أضف تعليق