إغتيال الملك عبد الله بن الحسين الأوّل ..
الملك عبد الله بن الحسين الأوّل كان من أهم أضلاع المُعادلة العربية التى خانت فلسطين و القضية الفلسطينية و كانت هذه الخيانة هى السبب الرئيسى فى إغتياله فلقد قام الملك عبد الله بعقد الإتفاقات مع الإنجليز و الصهاينة الإسرائيليين بتقسيم فلسطين و عدم مُحاربة اليهود بل و المُساهمة فى التخلّص ممّن يتبنّون الدفاع عن قضية تحرير فلسطين من إسرائيل و كان ذلك جليًا فى قبوله مقترحات لجنة بيل و التى كانت قد اقترحت بتقسيم فلسطين بين العرب و اليهود على إثر ثورة الفلسطينيين عام 1936.
فقام ملك الأردن بعقد الإتفاقات السرية مع البريطانيين و اليهود من أجل أن ينال الضفّة الغربية و يضمّها إلى مملكته على أن لا يُقاتل اليهود و لا يُحاربهم فى أرضهم فى مقابل ذلك و هذا بالضبط ما ذكره جلوب باشا قائد الجيش الأردنى فى حرب 1948 فى مذكّراته (جندى مع العرب) حيث ذكر رواية الإجتماع الذى حضره بنفسه بين بريطانيا ممثلةً فى وزير خرجيتها إرنست بيفن و بين الأردن ممثلةً فى رئيس وزراءها توفيق أبو الهدى حيث اتفقا على أن يكون دور الجيش الأردنى هو ضمّ الضفة الغربية للأردن فقط لا غير و لا يهدف الجيش الأردنى لتحرير فلسطين و ذلك فى مُقابل أن لا يقاتل الأردنين اليهود مطلقًا و لا يدخل الجيش الأردنى أرضًا لليهود فى فلسطين بل و أكّد جلوب فى مذكّراته (حياتى فى المشرق) أنّه احتفاظ بجزء كبير من فلسطين و القدس بقوّات لا تتجاوز 300 مقاتل بالرغم من أنّ القدس وحدها كان يقيم فيها 100 ألف يهودى و كان من بينهم أكثر من 6 ءالاف مقاتل من قوّات البالماخ الصهيونية المقاتلة فى المدينة .. !!
و بالطبع كان الملك عبد الله فى صورة الخائن العربى الأبرز و بذلك كانت العداوة بين الملك عبد الله و بين مُفتى القدس الشيخ أمين الحسينى الذى كوّن منظمة الجهاد المقدّس من أجل تحرير فلسطين من أيدى اليهود حول كون الملك عبد الله وافق على تقسيم فلسطين بل و ساهم فى ذلك بسعيه الواضح لذلك من خلال ضمّه الضفّة الغربية لنفسه و لمملكته بينما لم يُقاتل اليهود و لم يُهاجمهم بل على العكس رفض أن يقوم بضمّ الحركة الشعبية الفلسطينية المعروفة بإسم الجهاد المُقدّس التى كان يقودها الشيخ أمين الحسينى لجيش الأردن بل و سعى فى حلّها و هذا ما تمّ فعلًا على يدّ العميل الإنجليزى فوزى قاوقجى الذى قاد جيش الإنقاذ العربى حيث قام بحلّ منظمة الشيخ أمين الحسينى و رفض إنضمامها لجبهة تحرير فلسطين بدعوى عدم التناسق .. !!
و ظهرت شائعات كثيرة حول وجود إتفاق الملك عبد الله مع جولدامائير و الذى ذكرته الدكتورة مارى ويلسن فى كتابها (عبد الله و شرق الأردن بين بريطانيا و الحركة الصهيونية) حيث قالت أنّ الملك عبد الله اتفق مع جولدا مائير على قيامه بسحب الجيش العربى من اللد و الرملة و تسليمه المدينيتن للعصابات الصهيونية دون قتال أثناء إتفاق سرى تمّ بينهما .. فتمّ على إثر ذلك إغتيال الملك عبد الله الأوّل فى يوم الجمعة بتاريخ 20 يوليو 1951 على يدّ الفلسطينى مصطفى شكرى الذى كان يعمل خيّاطًا و الذى ذكر فيه الإدّعاء أثناء مُحاكمته أنّه قام بإغتيال الملك عبد الله بسبب إعتقاده بخيانته للقضية الفلسطينية و إبرامه الإتفاقات مع اليهود و الإنجليز من أجل تقسيم فلسطين و مُساهمته فى ذلك فعليًا بضمّه الضفّة و معاداته للشيخ أمين الحسينى مفتى القدس الذى كان ممثّلًا عن حركة الجهاد الفلسطينية لتحرير فلسطين و ذكر الإدّعاء كذلك أنّ هذه الحادثة كانت بتحريض جماعة الشيخ أمين الحسينى من خلال علاقته شخصيًا بالضابط عبد التل الذى تمّت إدانته فى عملية الإغتيال.
اترك تعليقًا