كيف نجحت إيران وفشلت السعودية في اليمن

كيف نجحت إيران وفشلت السعودية في اليمن

أضيف في :22 – 5 – 2012

قال الكاتب اليمني أحمد شبح في مقال بموقع “الأهالي نت” أن كثير من الوقائع تشير إلى أن إيران قد نجحت سياسيا وإعلاميا وميدانيا في اليمن فوق نجاحها في تكوين ليس فقط موطئ قدم في الخلفية الجنوبية للسعودية ولكنها حصلت على (أرض) واسعة وامتداد كبير يشكل قاعدة قوية وفاعلة لخدمة الإستراتيجية الإيرانية والمشروع الخامنئي المناوئ للسياسة السعودية بشقيها السياسي والأمني وكذلك الديني المذهبي، بما يمثله الامتداد الشيعي شمال اليمن من تهديد يقف خلف ظهر القطب السلفي الوهابي ذو الهوية والمنشأ السعودي
وأوضح الكاتب أن إيران تتعامل في اليمن بما يخدم إستراتيجيتها التوسعية والسعودية تتعامل بآليات وسياسات تقليدية تتقلص فرص نجاحها مع مرور الوقت .
وبما أن اليمن مع الأسف صار ملعبا لصراع المشروعين السعودي- الإيراني وأطماع الاستقطاب الإقليمي والدولي فقد نجحت ولا تزال إيران مثلا في استقطاب عدد غير قليل من شباب الثورة،مقابل توسع دائرة السخط الشبابي والثوري ضد سياسة السعودية في تعاملها مع الثورة بصفة خاصة ومع اليمنيين بصورة عامة فضلا عن اتهام المملكة بمحاولة إجهاض الثورة أو حتى تأخير نجاحها وتقديمها دعما ماليا ولوجستيا لنظام صالح.
وأضاف وفيما ينظر شباب الثورة إلى المبادرة الخليجية التي كان للسعودية الدور الأكبر في تبنيها وفرضها بعد انسحاب عدد من دول الخليج كمؤامرة أو حيلة لإفشال ثورتهم التي يؤرق نجاحها أنظمة الحكم الملكي في السعودية ودول الخليج. ومقابل قيام بعض شباب الثورة بحرق العلم السعودي ودهس صور الملك عبدالله كان البعض الآخر يرفع العلم الإيراني في المظاهرات والمسيرات للمرة الأولى .
وبقيت سياسة السعودية في اليمن ولا تزال قديمة أو لحظية في أحسن الأحوال فيما كان ولا يزال التعامل الإيراني استراتيجيا ووفق تخطيط دقيق يخدم مشروعها التمددي .
ولم يقتصر التمدد أو الوجود الإيراني على شمال اليمن مع أهمية وخطورة ذلك بل تعدى إلى التواجد جنوب البلاد وفي الوسط كذلك وإن بأدوات وآليات مختلفة.
ولعل التحول الجديد في الحضور الإيراني اتخاذه بوابة السياسة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني والشباب مع الاستمرار في نفس الوقت في بوابة دعم التمرد والعنف الذي أتى أكله في شمال الشمال ويجري العمل عليه على قدم وساق في الجنوب عبر بوابة الحراك المسلح الذي يتبناه علي سالم البيض.
وأوضح الكاتب اليمني أن إيران تبنت ولا تزال دعم عدد من القنوات الفضائية والأحزاب السياسية والصحف اليومية والأسبوعية والمواقع الإلكترونية الإخبارية التي تقدم (الوجه الحسن) لإيران ،فيما البوابات التي تعتملها السعودية تقدم (الوجه القبيح) لها لدى اليمنيين،بعكس تلك الأدوات الإيرانية التي تقدم (الوجه الحسن) مع قبح الوجه الإيراني لدى غالبية اليمنيين..إنها معادلة معكوسة.
وفيما تقدم إيران دعومات مالية سخية في سبيل ضمان وتأمين حصولها على (جغرافية) في اليمن اقتصرت ولا تزال السياسة السعودية على تقديم بعض الملايين لعدد من المشائخ المدرجة أسماؤهم في كشوفات (اللجنة الخاصة).
ومقابل ما توفره وسائل الحضور الإيراني من دخول لكثير من الشباب والأفراد والناشطين والإعلاميين (أصحاب حاجة) يقتصر ريع أموال (اللجنة الخاصة) على عدد معين من المشائخ الذين كانوا أدوات لنظام صالح.
مع الإشارة إلى أن إيران تسعى عبر أدواتها في اليمن إلى إفشال المبادرة الخليجية والحل السياسي وحكومة الوفاق الوطني وتعطيل عمل الرئيس عبدربه منصور هادي،وهذا ما يظهر في مواقف أدواتها الحوثية وفصائل في الحراك المسلح وبعض التكتلات الثورية.
“يا للمفارقة! اليمني مرحب به في إيران وعلى درجة عالية من الضيافة والحفاوة والاحترام ودرجة سياحية في السفريات،مقابل المعاملة الأكثر من سيئة والنظرة الدونية التي يتلقاها اليمني في السعودية فضلا عن نزعة (الوصاية) أو (الولاية) المعتمدة في السعودية مع اليمن حكومة وشعبا”، يقول اليمنيون.
وخلص الكاتب اليمني إلى القول أن دعم طهران للتمرد المسلح شمال اليمن هو تهديد حتمي لأمن المملكة والخليج خصوصا مع ما يمثله تقارب الطبيعة الفكرية بين شمال اليمن وجنوب المملكة.
وقد كشف أحد المشاركين في مؤتمر “مستقبل اليمن” المنعقد الأسبوع الماضي في بيروت برعاية إيرانية، أن ممثل حزب الله اللبناني سأل ممثل الحوثي المشارك في المؤتمر عن ما إذا كانت جماعة الحوثي قد نجحت في السيطرة على منفذ ميدي البحري في محافظة حجة أم لا، وحين أجابه الأخير بعدم تمكنهم من الأمر بعد، رد عليه ممثل حزب الله أن من الضروري الإسراع في اليطرة على الميناء مهما كانت التكلفة.
من جهة أخرى فأن دعم إيران للحراك المسلح في الجنوب يمثل تهديدا للمملكة والخليج باعتبار أن أمن السعودية والخليج من أمن اليمن.
ويعود فشل السياسة السعودية في اليمن إلى آلياتها القديمة الضيقة.وإذا ما كان لنا أن نتساءل مثلا عن عدد المشاريع التنموية التي قدمتها السعودية لليمن فأن الإجابة ستكون محبطة بالتأكيد مقابل المشاريع الحيوية التي قدمتها الكويت والإمارات والعراق وقطر مثلا , وهذا لا يعني أيضا التبرير للتدخل السعودي أو الإيراني في شئون اليمن الداخلية، مع أن التدخل بات أمرا واقعا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s


%d مدونون معجبون بهذه: