سمو الأمير صباح ثلاث سنين فاتت، لا صار تنمية في البلد ولا حصل أي شي/كلمة تستحي منها.. بدها

10/30/12 اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ﻣﻘﺎﻻت

 

افتتاحية جريدة الكويتية

كلمة تستحي منها.. بدها

هي كلمة ترددنا كثيرا في ذكرها حتى لا يساء فهمها، لكنها جاءت على لسان سموك بعفوية، فأحببنا أن نؤكدها.

«ثلاث سنين فاتت، لا صار تنمية في البلد ولا حصل أي شي، لكن أوعدكم بأنه هالثلاث سنين اللي فاتت بلا شي، سنعمل في أشهر إن شاء الله ما فقدناه في هالثلاث سنين. لا من مدارس ولا من مستشفيات ولا من صحة..». هذه الكلمات على بساطتها هي الوقود الحقيقي للأزمة الحالية، فالصوت الواحد أو الأصوات الأربعة هي قضية فنية تهم شريحة محدودة من المجتمع، بعضها لأسباب دستورية، وأكثرها لأسباب انتخابية. لكن السواد الأعظم من الشباب انضم لهذه المسيرة لأنه وجد فيها متنفسا يعبر فيه عن سخطه على حال بلد كان في يوم ما مثالا للتطور في الخليج، وبات اليوم مثالا للتندر والسخرية من تردي مستوى خدماته. وليس أفضل تعبيرا عما يجيش في نفوس هؤلاء الشباب مما تفضلت به سموك حين قلت لضيوفك من أصحاب الدواوين: «أحس بالفخر لأنكم تذكرونني بكويت الأول وليست كويت السنين الأخيرة». ولعل هذه العبارة أصدق ما يعكس حالنا، فكل ما جرى في السنوات الأخيرة يبعث على الإحباط واليأس، فالخدمات من سيئ إلى أسوأ، وارتفاع دخل المواطن -بفضل ارتفاع كمية وسعر النفط- يضيع هباء على أقساط مدرسة خاصة أو علاج في مستشفى خاص، أو إيجار مسكن أو سفر للخارج للتمتع بسياحة وترفيه انعدم مثيلهما في البلد. يا صاحب السمو، تخيل لو أننا أخذنا الشيخ محمد بن راشد، حين زار الكويت، في جولة إلى برج التحرير للاطلاع على مشروع «الحكومة الإلكترونية»، أو إلى أحد مستشفياتنا للاطلاع على جودة الصحة والعلاج، أو تركناه يذهب، دون موكب أمني، من قصر بيان إلى «الأفنيوز»، فينحشر في زحمتنا المعتادة.. ترى ماذا سيكون شعوره؟! سيكون شعوره نفس شعور كل مواطن كويتي سافر إلى الإمارات وشاهد من رقي الخدمات ما جعله يتساءل: «ما الذي ينقص الكويت لتكون هكذا.. أو أفضل»؟! ببساطة، لقد بات مستوى الخدمات الحكومية في الكويت لا يصلح للاستهلاك الآدمي، والقضية ليست في عدد المستشفيات والمدارس والمرافق الأخرى بقدر ما هي بجودة الخدمات في مرافق الدولة. تركيبة سكانية «ملخبطة».. عدم وجود هيئات رقابية «مستقلة».. اعتبارات «سياسية» وترضيات «شعبوية».. إلخ. لم يعد يهمنا ما السبب، ولم يعد يهمنا إن كانت الحكومات الضعيفة هي البادئة أم أن مجلس الأمة هو من أشعل شرارة المحسوبية والواسطة.. كل ما يهمنا الآن هو أن نضع أيدينا بيد سموك لنجد حلا لتدهور مؤسسات الدولة وتردي خدماتها، وضياع هيبة النظام والقانون، قبل أن يفوت الفوت.. فلا ينفع الصوت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s


%d مدونون معجبون بهذه: