وزير الاعلام الكويتي السابق يكتب عن روسيا و إيران و الصين و الاغتصاب في سوريا

بن طفلة يكتب عن روسيا وإيران والصين والاغتصاب بسوريا

موت الضمير العالمي وهو يشهد فضائع النظام السوري دون حراك

شهادة طبية محايدة لطبيب بإدلب، كتبت على شكل تقرير طبي مقتضب يصف حالتها: صبية في الرابعة عشرة من عمرها، تعرضت للاغتصاب المتكرر مما أدى إلى تفتق داخل الرحم ونزيف وتقرحات، وجروح داخل المهبل وفتحة الشرج بسبب الاعتداء الجنسي المتكرر عليها. تعيش حالة هستيرية وصدمة نفسية قاسية. يذيل الطبيب شهادته بأنه سجلها دون ضغط أو تهديد. اقتحم ‘الشبيحة’ منزلها بباب عمرو بعد سقوطه بأيدي قوات الأسد. تعرض الجميع للضرب والإرهاب، وحشر الصغار بالرفس والركل في زاوية من صالة المنزل، وقيدوا أباها على كرسي وأجبروه أن يشاهد المشهد بنفسه ويسمع صرخات ابنته التي افترستها الوحوش وسط صرخاتهم: ما عندكو أخوات؟ ما عندكو نسوان؟ في محاولة يائسة منها ومن أبيها لاستدرار عطفهم ورحمتهم، ولكن أنى لمن جرد من آدميته أن تكون بقلبه رحمة أو شفقة. تناوبت القذارات على انتهاك جسدها الطاهر، وكرروا فعلتهم بقهقهة وتهديد ووعيد وشتائم تعف بائعة هوى أربعينية عن قولها. ثم تركوها! وتركوا أباها دون أن يقتلوهما، تمنوا لو أنهم فعلوا! لكنهم يدركون أن ما هو أشد من الفعلة نفسها أن تعشش هذه التجربة بروح البنت وأبيها وإخوتها الصغار الذين هالهم هول الفعلة الشنعاء. كان إرهاباً متعمداً يتجاوز الاغتصاب إلى الانتهاك الآدمي لتلك الطفلة ولأبيها وإخوتها وجميع أفراد عائلتها وأترابها ومستقبلها وأناتها ومشاعر الأنوثة لديها التي تدمرت وسحقت بداخلها كما تسحق جثة كلب على أسفلت بصيف حار.

بمدينة الرمثا بشمال الأردن يتوافد الآلاف من اللاجئين السوريين يومياً هرباً من جحيم النظام، بعضهم تعرض لأبشع أنواع التعذيب وشاهدوا أهوالاً أمام أعينهم. هكذا كتب مراسل ‘التليجراف’ البريطانية، بين من عبروا الحدود صبي في السابعة عشرة من عمره، يجلس صامتاً دون كلام، ثم يجهش بالبكاء بنشيج يحرق القلوب، ويرفض أن يتكلم، يسأله المتطوعون عن اسمه أو أصله أو بلدته أو سبب بكائه، فيشيح بوجهه خجلًا من كل ما حوله، وبعد أيام، وبمساعدة متخصصة في الشؤون النفسية، ينفجر الصبي بالقهر معترفاً: اعتقل في إحدى المظاهرات بدرعا، ثم اقتيد لمركز تحقيق حيث اغتصبه ضابطان في المعتقل.

أما خديجة فقد أنقذها الجيران من براثن الاغتصاب على أيدي ‘الشبيحة’ بعد أن مزقوا ملابس نومها وهي بين أطفالها، وصوروها وبثوا صورها عارية ليعودوا بعد يومين مهددين بأن تقول لزوجها الذي التحق بالثورة إنهم ‘فضحوها’ على الفضاء عارية. ولم تكن قريبتها حميدة ذات السبعة عشرة عاماً أفضل حظاً منها، فقد وجدت جثة هامدة بعد اغتصابها.

يعمل النظام السوري بـشبيحته وجلاوزته على انتهاك منظم لأعراض البشر هناك، وسط لامبالاة دولية تكرر عبارات الإدانة المملة التي لم تنقذ إنساناً ولم تصن عرض أحد. هذا الأسلوب الموثق هو محاولة يائسة لكسر شوكة الكرامة الإنسانية لدى المواطن السوري وهو تجسيد للمشهد: لا عودة للوراء ولا بقاء للنظام، ومن هنا فقد جن جنونه، وما مذبحة الحولة إلا غيض من فيض من مذابح وفضائح يرتكبها.

السجون لم تعد تتسع للبشر فيها، والملاعب الرياضية تحولت إلى زنازين هائلة، نظام يعتقل شعباً، وشعب لم يعد لديه ما يخسره، ولن تموت ثورته أو تخبو ببقاء هذا النظام.

إن هذه البشائع والشنائع لهي وصمة عار ليس بوجه النظام السوري وحسب، ولكن في وجه من يتذرع بموقف روسيا والصين من أجل التدخل العسكري، ولطمة في وجه إيران التي تدعي نصرة المظلومين والمستضعفين، وسقوط لورقة التوت التي غطت بها الحكومة العراقية عورات مواقفها تجاه ما يجري بسوريا من انتهاك لأعراض البشر ودمائهم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s


%d مدونون معجبون بهذه: