شيعتنا قبل الخميني وبعده
مبارك صنيدح 2012/04/28
لن يبقى لنا جميعاً إلا الكويت
قبل ثورة الخميني والتي اسقطت الشاه عام 79 كنا واخواننا الشيعة احلى من السمن على العسل فلم نعرف التمييز المذهبي سواء تلاميذ في مدرسة او زملاء في عمل او جيران، كلٌ يفضل الآخر على نفسه ولا نتذكر المذهب الشيعي الا في عاشوراء والذي كنا نشاركهم فيه ونشرب من (الشربت) وكنا عبارة عن نسيج اجتماعي واحد تربط فيما بيننا اواصر المحبة والالفة. ولكن بعد نجاح ثورة الخميني واصبح للمذهب الجعفري جمهورية اسلامية وحرس ثوري وعمائم سوداء لاتعد ولا تحصى. تغير بعض القوم عندنا واصبحنا والوجوه غير الوجوه وشعارات مذهبية تلصق على السيارات وفي الجامعة وصور الخميني تعلق على الصدور وخواتم بأحجام مختلفة والوان مختلفة تكاد لاتميز الاصابع من بينها وحسينيات تنتشر في طول الوطن وعرضه واصبحت ايامهم كلها عاشوراء وحسينياتهم كربلاء وبداية لفرض عضلات مذهبية خدشت المشاعر الوطنية ورومانسية العيش المشترك واللحمة الوطنية. وتتطور الاحداث سريعا الى تطرف مذهبي خطير يستند على دعم دولة دينية مذهبية خلال الحرب الايرانية العراقية الى عمل اجرامي بتفجير المقاهي الشعبية ومصافي النفط والى محاولة تفجير موكب الامير الراحل الشيخ جابر رحمه الله.. ثم محاولة 17 كويتيا شيعيا التفجير في مكة المكرمة وترويع الحجاج وتقويض الامن السعودي الذي يرعى امن الحجيج وسلامتهم وتم اعدام المجرمين وهم الى الآن يعتبرونهم شهداء. ويأتي الغزو والاحتلال العراقي بجيوشه وظلامه ويصطف الشيعة قبل السنة في خندق الدفاع عن ارض الوطن وشرعيته الدستورية وسطرت جزء منها ملحمة بيت (القرين) والذي لايزال شاهدا حيا على تلاحم الجبهة الوطنية وتماسكها. وبعد التحرير تطوى صفحة سوداء من الصراع المذهبي ولكنها لاتستمر طويلا.. ويعود المنفي وتعود معه جنسيته ومع ذلك وعلى الهواء مباشرة يصرح بأن التفجيرات عمل وطني باستفزاز سافر لمشاعر الكويتيين. وينتقل الصراع المذهبي الى موقع خطيرلم يكن بالحسبان. ان يتجرأ احد على الاقتراب منه ويتعرض (ياسر الخبيث) الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتقوم قيامه صغرى في المجتمع الكويتي استنكارا للفعل المشين. ويتبعه شباب مغردون الى شتم النبي صلى الله عليه وسلم ويعيش المجتمع الكويتي على صفيح ساخن من الفتنة من فئران خرجت من جحور ربت أتباعها على شتم النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حتى وصل المقام بتقديم مشروع قانون الى مجلس الامة بالحكم باعدام من يتعرض للرسول صلى الله عليه وسلم وازواجه لوقف جماح التطرف المذهبي. أقولها صريحة وبكل حزن ان الشيعة هم من تغير وتبدل ولست أعمم هنا وأرى صوت العقل ينطلق من الجمعية الثقافية الاسلامية وذراعها السياسي التحالف الوطني الاسلامي.. ولكن استناد البعض الى الجمهورية الاسلامية كما صرح احد المحامين ان شيعة الكويت جزء لايتجزء من الجمهورية الاسلامية لن يدوم طويلا فالمتغيرات الاقليمية سريعة والثورة الخضراء في طهران في تزايد ولن يبقى لنا ولكم غير الكويت ولكن بالتأكيد لن ننسى من انسلخ عن وطنيته ورفع عقيرته ضد ابناء وطنه وتطاول على ثوابته ومعتقداته.
مبارك صنيدح
اترك تعليقًا