من ناحيته أكد رئيس السن في مجلس الأمة النائب خالد السلطان اليوم ضرورة اتباع سياسة واضحة في الحفاظ على مكونات المجتمع الكويتي والضرب على أيدي من يعبث بالوحدة الوطنية.
وتطرق السلطان في كلمة له بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الاول من الفصل التشريعي ال14 الى عدد من القضايا الملحة التي تحتاج الى علاج منهجي ومنها امن البلاد في الداخل والخارج وتعثر الخدمات في بعض المناطق ومشكلة المقيمين بصورة غير قانونية في البلاد.
وشدد على ضرورة سعي اعضاء المجلس التشريعي الحالي الى التعاون مع الحكومة لتحقيق الاستقرار والانجاز الذي يترقبه الشعب الكويتي.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس السن خالد السلطان .. افتتاح مجلس الامة 2012
دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد حفظه الله سمو رئيس مجلس الوزراء المحترم الاخوة اعضاء مجلس الامة المحترمين ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنيابة عن اخواني اعضاء مجلس الامة وبالاصالة عن نفسي يشرفني يا صاحب السمو ان ارفع الى مقامكم الكريم اسمى ايات الشكر والتقدير على تفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الامة سائلا المولى عز وجل ان يمتع سموكم بموفور الصحة والعافية وان يحفظ سمو ولي عهدكم ذخرا وسندا لكم كما اتوجه بالتهنئة لسمو رئيس مجلس الوزراء واعضاء الحكومة على ثقة حضرة صاحب السمو امير البلاد ولزملائي اعضاء مجلس الامة الذين فازوا بثقة المواطنين متمنيا لهم التوفيق والسداد في اداء رسالتهم السامية
يا صاحب السمو لقد مر على بلادنا العربية ربيع بارد ازال انظمة حكم ظالمة استمرت لسنوات طويلة باستخدام اساليب البطش واتباع سياسات القرن الثامن عشر في مقولة فرق تسد لكن الله عز وجل امهل ولم يهمل فقد ازال تلك الانظمة واعاد للامة ارادتها وكرامتها ولا نزال ننتظر فرج الله وقدره في ازالة نظام البطش والقتل الجماعي في سورية ليستمر مسار الربيع العربي في مسار العزة والكرامة.
ولدينا في الكويت ربيعنا الخاص الذي اتسم بالولاء الكامل للنظام والاسرة الكريمة وخطوات اصلاحية قادها سموكم فأطفأت فتيل الفتنة ويبقى علينا يا صاحب السمو التعامل مع بعض الاعلام المستقطب الفاسد الذي اتبع سياسة فرق تسد وضرب مكونات المجتمع بعضه ببعض وكما قلت سموكم فأصل قاطبة الكويت هم قبائلها وهم العمق التاريخي والاستراتيجي لشعبنا وبلدنا والجميع مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات فالكويت التي عرفناها وتربينا في أحضانها لا تفرق بين حضري وقبلي وسني وشيعي فالواجب علينا اليوم اتباع سياسة واضحة في الحفاظ على مكونات الشعب الكويتي والضرب على ايدي من يعبث بوحدتنا الوطنية ويقود الى تمزيق لحمة الشعب الكويتي ويعرض كيان ونظام البلد الى الزوال لا قدر الله وهذا ما حثت عليه شريعتنا السمحاء ويدعو اليه علماء الاجتماع السياسي ولقد آن لنا ان ناخذ بالاسباب المحكمة للحفاظ على البلاد .
يا صاحب السمو ان من نتائج متغيرات الربيع العربي عودة ارادة الامة اليها والقضاء على تزوير قرارها فانكشف الحق فرأينا عودة كاسحة لدعاة تطبيق شرع الله عز وجل وصدق قول الله تعالى ‘أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون’ فتطبيق شرع الله عز وجل فيه الاستقرار الامني والرخاء وبه يحفظ الله بلدنا ونظامنا فالله عز و جل بيده مقاليد الامور والعمل بما يرضي الله عز وجل هو الطريق الى حفظ الملك والبلاد ولنا العبرة في قول الله تعالى ‘قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير’ وان من اخطر المعاصي الربا وهذا جلي في قول الله تعالى ‘ يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من ربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون’ وخير ما نبدأ به في هذا الشهر الغاء الفوائد الربوية عن قروض المواطنين وتشريع منعها في المستقبل وتحويل التمويل لاحتياجات المواطنين وفقا للمعاملات الشرعية في جميع مصارف وشركات الاستثمار والتمويل.
يا صاحب السمو لقد تعطلت التنمية في بلادنا سنوات مديدة اثر غياب القيادة وسوء الادارة على مستوى السلطة التنفيذية وبسبب تضارب المصالح وضخامة الفساد الذي فجر وجدان الشعب الكويتي في الفترة الاخيرة فلا تنمية مع الفساد كما ان المشاريع تعطلت بسبب صراع الاقطاب عليها وتضخمت كلفتها بسبب تضارب المصالح الخاصة بالاقطاب ومن مظاهر تردي الاوضاع ضيق سعة مؤسسات التعليم الجامعي وتدني مستواها وتراجع مستوى الخدمات الصحية كما صرنا نفتقد للماء والكهرباء في فصل الصيف وتأخرت الرعاية الاسكانية وغيرها من الملفات الخاصة برعاية المواطن فلقد انحرفت سفينتنا عن مسار النجاح فتدخل ربان السفينة وقائدها في تعديل خط مسارها وعلى الحكومة اليوم الحفاظ على سلامة سيرها واصلاح عللها وانجاز طموحات الشعب وقطع دابر الطامعين بالتعدي على مصالحها وثروتها.
يا صاحب السمو لقد اثبتت تجارب الدول الكبرى قبل الصغرى والاشتراكية قبل الرأسمالية ان طريق السيادة الاقتصادية والسياسية ورفاه الشعوب يكمن في التنمية الحثيثة لقطاع خاص يعطي ولا يأخذ ويتحمل مسؤوليته اتجاه المجتمع وخاصة قطاع المشاريع الصغيرة فعن طريق ذلك نواجه تحديات الحاضر والمستقبل فنتمكن وبعون الله ان نوفر فرص العمل لبطالة متوقعة تقدر بما يزيد عن 340 الف شاب وشابة في الاربعة عشرة سنة القادمة ونعيد هيكلة ميزانية الدولة ونخلق اقتصاد ما بعد النفط ونرفع مستوى دخل الاسرة كما يؤدي ذلك الى تخفيف اعباء ميزانية الدولة وايجاد مصادر بديلة عن النفط فتتحول عائدات النفط الى الاستثمار في احتياطي الاجيال القادمة. يا صاحب السمو لقد اقر مجلس الامة مشاريع قوانين حيوية اذكر منها اليوم خطة التنمية الخمسية والسنوية وقانون المدن الاسكانية وقانون الخصخصة وقانون خصخصة محطات الكهرباء وقانون حرية المنافسة ومنع الاحتكار وقوانين تأصيل جيل جديد من شركات قطاع مشترك يكون مساهم اكبر فيه الشعب الكويتي وغيرها من القوانين المهمة ولكن الحكومة تأخرت في التنفيذ وهذا يكشف لنا تردي كفاءة اجهزة الدولة مما يوجب علينا اعادة هيكلة هذه الاجهزة وتدريب منتسبيها واصلاح نظم الاعمال فيها بما يحقق كفاءة نظام الخدمة وفق معايير قياس دولية.
كما نأمل في تعاون الحكومة في انجاز التشريعات التي تحقق النزاهة والشفافية وعدم تضارب المصالح في الاجهزة الادارية وانشاء هيئة او نيابة مكافحة الفساد والتعدي على المال العام وقانون كشف الذمة المالية وقانون لجنة القيم للحفاظ والارتقاء بلغة وادب الاختلاف.
كما لا يسعنا في هذا المقام الا ان نؤكد ان الاستثمار في تنمية العقول البشرية والعمل على تميزها هو الطريق الى بناء الثروة المستدامة فموارد التميز الاقتصادي في عالم اليوم تكمن في النتاج الفكري للامم.
ياصاحب السمو ان قضايانا الملحة والتي تحتاج الى علاج منهجي كثيرة ولكن نترك التعامل مع ما تبقى منها الى الحكومة الجديدة ولكن نذكر ثلاث قضايا لعناية سموكم..
الاولي.. امن الكويت الداخلي والخارجي وحفظها من المخاطر الخارجية مما يحتم علينا الشروع في الاتحاد الكونفدرالي مع دول التعاون الخليجي وفق نظام يحافظ على خاصية كل دولة ونظامها السياسي وبنيتها القانونية.
الثانية.. وهي سوء حالة بعض المناطق في بلدنا وتعثر خدماتها وسوء منظرها واننا لنأمل من سموكم ان توجه الحكومة الى حصر هذه المناطق وتحديد احتياجاتها واجندة اصلاح بنيتها واقرار ميزانية وبرنامج تنفيذي لرفع مستواها وفي وقت زمني محدد.
الثالثة.. حسم حل مشكلة غير محددي الجنسية وحلها قبل ان يكبر حجمها واعطاء نظرة انسانية لمعاناة هذه الفئة.
ونود في الختام ان نبث بشرى الامل للشعب الكويتي بان مجلسنا في هذا الفصل التشريعي سيسعى بعون الله الى الاستقرار والسعي للتعاون مع الحكومة لتحقيق الانجاز المرتقب من قبل الشعب الكويتي فنسأل الله عز وجل الثبات والتوفيق وان يحيط بلدنا بعنايته وان يسبغ على شعبها الكريم نعمة الامن والامان والاستقرار وان يحفظ سموكم من كل سوء وان يسدد حطاكم وان يمتعكم وولي العهد بموفور الصحة والعافية انه سميع قريب مجيب الدعاء.
اترك تعليقًا