تعديل المادة الثانية نبتغي بها طاعة الله

زاوية حادة 
لا نشتري آلهتكم «بنص فرنك!» 

كتب بدر خالد البحر : 

 
ليس غريبا على القبس ولا على الليبراليين الذين يدينون بهواها نفسه، القول إن أولويات العمل السياسي مكافحة الفساد واطلاق عجلة التنمية والاصلاح، وليس تعديل المادة الثانية، وهو ما يعد قصوراً مزمناً في فهم اولويات اصول الدين الذي تؤمن به الغالبية الساحقة التي انتخبت غالبية البرلمان، فالله سبحانه يقول: «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، وفي آية اخرى «هم الظالمون»، واخرىايضا «هم الفاسقون»، وكذلك الآية «وان احكم بينهم بما أنزل الله»، وهي من الآيات المحكمات قطعية الدلالة والثبوت التي يكفر من لا يؤمن بها، وبما ان ديموقراطيتكم تؤمن برأي الأغلبية، فالأغلبية تعتقد ان مكافحة الفساد والتنمية والاصلاح لا تكون الا بتحكيم شرع الله أولاً، مفهوم؟
المشكلة، ان الليبراليين العلمانيين من المسلمين، دعاة فصل الدين عن الدولة، يعبدون هواهم بالرغم من يقينهم بصحة القرآن، ولنثبت ذلك: فإنك تراهم يتركون من القرآن ما لا يخدم مصالحهم وشهواتهم، كالحكم بغير شرع الله، وشرب الخمر مثلا، ثم تراهم يأخذون من القرآن ما يتماشى مع هواهم، بل ويجاهدون من أجله، وإلا كيف تفسر قيام ذلك الليبرالي العلماني بالمطالبة بقسمة الميراث الشرعي، للذكر مثل حظ الانثيين؟! لماذا لا يرضى بقسمة الميراث نصفين بينه وبين اخته؟! حبكت، يعني في هذه حبكت؟ صرتم مشايخ مستعدين للجهاد في سبيل الميراث تجرجرون اخواتكم الغوارير بالمحاكم؟! أفلا ينطبق عليكم قوله سبحانه «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب» افلا ينطبق عليكم قوله تعالى «أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة»؟
في ظهيرة احد ايام شتاء سويسرا، منذ عامين، قال لي الدكتور محيي انه كان بطريقه الى جنيف، وقبل خروجه من بيته اجّل الذهاب للحمام، وفي منتصف الطريق حمي وطيس امعائه، ولما وصل جنيف شارع «غو دوغون» بعد ساعة صار يصارع احشاءه فركن سيارته في اقرب مرآب وقال لزوجته اذهبي للقهوة، وسألحق بك، ركض للحمام العمومي الصغير جدا، فتح الباب بقوة فخبط شخصا بداخله، فزادت المعركة في امعائه، فانتظر دقيقة ثم فتح الباب بقوة ليخبط الرجل مرة ثانية لعله يفهم، فخرج الرجل بعد مدة بهدوء وبطء، فهرع الدكتور للدخول وهو قتيل، فوجد قفلا على الباب عليه ان يضع به «نص فرنك صحيح»، فتوقف عقله وركض مسرعا لبائع الصحف فاشترى صحيفة لوتون «بفرنك ونصف» ليحصل على فكة نصف فرنك ورمى الصحيفة على الأرض، ولما دخل الحمام لم يجد ماء فأخذ محارم ورقية كي يبللها بالمغسلة خارج الحمام، ومسك الباب برجله ماداً يديه للمغسلة فتعثر وانغلق الباب مرة اخرى، فهرع محيي المتحطم معنويا ومعويا الى بائع الصحف مرة اخرى واشترى صحيفة واخذ نصف الفرنك وحذف الصحيفة بالهواء، ورجع للحمام واذا بشخص آخر قد دخل، انتهت قصة الدكتور محيي لانه طلب ان لا نحكي ماذا حصل بعد ذلك، اما الليبراليون العلمانيون الذين اتخذوا إلههم هواهم فإننا نقول لهم ان قصتنا معكم لن تنتهي، لأنه حتى لو كان لدينا فرنكات الدكتور محيي التي دخل بها الحمام، فإننا لن نفكها لنشتري بها آلهتكم «بنص فرنك!».

* **
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

بدر خالد البحر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s


%d مدونون معجبون بهذه: