دول “الخليج” تدشن سلسلة الإجراءات الحاسمة بطرد سفراء الأسد
أضيف في :7 – 2 – 2012
دشنت دول مجلس التعاون الخليجي سلسلة الإجراءات “الحاسمة” المتوقع أن تتخذها ضد نظام الأسد, في الأيام القليلة المقبلة, بطردها سفراءه وسحب جميع سفرائها في دمشق, منددة بـ”المجزرة الجماعية” ضد الشعب السوري الأعزل.
وأعلنت السعودية, التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للمجلس, في بيان شديد اللهجة, أن دول “الخليجي” قررت “سحب جميع سفرائها من سورية, والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري, وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم, بعد رفض النظام السوري كل المحاولات, وإجهاض كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.
ورأت دول المجلس أن “على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة (الأحد المقبل), أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري, بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل”.
واضاف البيان, الصادر عن رئاسة مجلس التعاون, والذي تلقت “السياسة” نسخة منه, أن دول المجلس “تتابع ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سورية, الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة, في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل, دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأي حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”.
وإذ دانت بشدة الأعمال الإجرامية ضد المدنيين, أعربت دول مجلس التعاون عن ألمها وحزنها الشديدين “على هدر هذه الأرواح البريئة, وتكبد هذه التضحيات الجسيمة, لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي, ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”.
وأكد مراقبون خليجيون أن قطع العلاقات مع النظام السوري, هي خطوة أولى في إطار سلسلة إجراءات حازمة تعتزم دول المجلس اتخاذها ضد النظام السوري, ويتوقع أن تظهر اعتباراً من السبت المقبل, خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول المجلس.
وفي هذا السياق, كشف عضو المكتب التنفيذي رئيس الدائرة الإعلامية في “المجلس الوطني” السوري المعارض أحمد رمضان, أمس, عن اعتراف عربي وخليجي قريب بالمجلس الوطني “كممثل شرعي للشعب السوري”.
وأوضح رمضان, في تصريح إلى صحيفة “الوطن” السعودية, نشرته أمس, أنه “تلقى إشارات من مصادر رفيعة المستوى” في دول خليجية وعربية, لم يسمها, “بأن مسألة الاعتراف قد حسمت لديها وأنها تنتظر التوقيت المناسب للإعلان عنه في القريب العاجل”.
من جهة أخرى, اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان, أمس, أن بلاده ستطلق “مبادرة جديدة” دولية بشأن سورية, بعد منع “الفيتو” الروسي – الصيني مجلس الأمن من التحرك.
وقال أمام البرلمان “سنطلق مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام” السوري, من دون أن يوضح طبيعتها, مؤكداً أن حكومته “تستخدم كل السبل الديبلوماسية للفت انتباه الاسرة الدولية” الى الأزمة.
وندد بشدة بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن السبت الماضي, مؤكداً انه “إذن بالقتل يعطى للطاغية” في اشارة الى الأسد.
وشدد على ان بلاده لا يمكنها ان تبقى مجرد متفرج على أعمال العنف في سورية التي تتقاسم معها حدودا يفوق طولها 900 كلم, مضيفاً “لا نستطيع ان ندير ظهورنا لسورية ولن نربت على ظهر الظالمين الذين يقتلون شعوبهم”.
وفي رسالة شديدة اللهجة, توجه أردوغان إلى الأسد بالقول: “أريد أن أتوجه إلى الأسد بلغته: يا بشار إن من دقَ دُقَ, وان الطريق التي تسير فيها هي طريق مسدودة, وأوصيك للمرة الأخيرة بالرجوع عن هذه الطريق قبل إراقة المزيد من الدماء وقبل أن تزهق أرواح المزيد من الأبرياء”.
واضاف ان أنقرة خاب أملها لأن الأسد نكث بوعوده, و”صدقنا بنية طيبة انه سيطبق الإصلاحات, غير انه راوغ وبدأ يتبع طريق والده, ونكث بكل الوعود وذبح مئات الأبرياء في ذكرى المجزرة التي ارتكبها والده في حماه قبل 30 عاماً”.
وشدد على أن المسؤولين عن أحداث حماة لم يحاسبوا “لكن المسؤولين عن أحداث حمص سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً, ومن يتبعون طريق آبائهم سوف يحصلون على ما يستحقون”.
بدوره, دعا الوزير التركي للشؤون الاوروبية ايغيمن باغش الاسرة الدولية الى التحرك لوضع حد “للمجازر” التي يتعرض لها المدنيون في سورية.
ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو, اليوم الى الولايات المتحدة, حيث سيلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ويبحث معها في الملف السوري.
اترك تعليقًا